شكل تفشي فيروس كورونا المستجد حول العالم، مجموعة من "نظريات المؤامرة"، أبرزها أنه نتاج أعمال تمت في أحد المختبرات في الصين، وهو ادعاء دحضه العلماء.
تحليل أجري مؤخرا للفيروس، نسف نظرية المؤامرة، وكتب الباحثون في مجلة "نيتشر ميدسين" العلمية قبل أيام: "تحليلنا يظهر بوضوح أن فيروس كورونا المستجد ليس نتيجة عمل مختبر أو فيروس جرى التلاعب به عمدا" من البشر.
وعمل أستاذ علم المناعة والأحياء الدقيقة، كريستيان أندرسن، وزملاؤه في معهد "سكريبس"، وهو منشأة أبحاث طبية أمريكية غير ربحية في ولاية كاليفورنيا، على دراسة النموذج الجيني للبروتينات التاجية التي تبرز من سطح الفيروس.
ويستخدم الفيروس هذه الأدوات الموجودة على سطحه في الهجوم على الجدران الخارجية للخلايا المضيفة، في أجسام الكائنات الحية، ثم الولوج إلى داخلها.
وقال العلماء إن رأس الحربة (البروتينات التاجية) التي يستخدمها الفيروس في مهاجمة خلايا الكائنات الحية، تطورت نتيجة الانتقاء الطبيعي وليس نتيجة الهندسة الوراثية التي تصنع في المختبرات.
ومن الشائعات الكاذبة التي ظهرت في هذا السياق، أن الفيروس "اختُرع" في مختبر فرنسي قبل سنوات، وقد تناول فريق وكالة "فرانس برس" هذه الشائعة في تقرير.
ومنذ أسبوعين، ينتشر على نطاق واسع منشور يتحدث عن أن الفيروس "مصنّع في الولايات المتحدة، بهدف تدمير الصين وإيطاليا وإيران"قبل أن "ينقلب السحر على الساحر"، بحسب "فرانس برس".
ويظهر تضارب نظريات المؤامرة بشأن فيروس كورونا ضعفها في تفسير الواقع، فلا يمكن أن ينشأ الفيروس في الصين، ثم ينشأ بالطريقة ذاتها في دول أخرى.
وفي بيان نشر في التاسع عشر من فيفري الماضي في مجلة "ذا لانسيت" الطبية العريقة، حذر مجموعة من علماء الصحة العامة، من انتشار هذه المعلومات المغلوطة.
وجاء في البيان: "ندين بشدة نظريات المؤامرة التي تتحدث عن أن فيروس كورونا المستجد ليس طبيعي المنشأ".
علماء من عدة دول أطلعتهم الصين على الخريطة الكاملة للفيروس، وأجرت عدة مختبرات أوروبية وأمريكية دراسة على الفيروس المجهري وأكتشفوا أن جينات الوراثية للفيروس شهدت تطورا في مكان طبيعي لا يستبعد ان يكون من سوق الاسماك في يوهان، وشددت على ان اي تلاعب بالفيروس يمكن اكتشافه بسهولة، وهو ما ينفي وجود مؤامرة لضرب اقتصاديات الدول مثلما أشيع.
في المقابل، أشار علماء الاوبئة في الصين وأوروبا ، ان فيروس كورونا المتفشي في ايطاليا وايران يختلف عن الفيروس الذي انتشر في الصين، الامر الذي زاد في حيرة الاطباء، الذين لم يستبعدوا فرضية تطور الفيروس ذاتيا، خاصة وان عائلة كورونا تتعدد وتتطور من موسم الى آخر، مشددين على ان الفيروس كورونا الحالي هو نسخة شبه متطورة من فيروس سارس المنتمي لنفس العائلة والأشد فتكا بالانسان.
الجدل علميا حسم ، مما يفتح المجال للإستفسار... هل كورونا لعنة إلهية تؤكد ان الانسان مهما بلغ من قوة واعتقد انه يسيطر على الارض جاءه رد السماء انه يظل أضعف كائن على هذه الارض؟!.
24 ساعة تونس + وكالات