تشهد تونس بعد بضعة اشهر انتخابات تشريعية ورئاسية بدأت معالمها تتضح بعد تأسيس حزب " تحيا تونس" الذي تحصل في ظرف قياسي على التمويلات اللازمة من العديد من رجال الاعمال بينهم مروان مبروك الذي توسطت له الحكومة لدى الاتحاد الاوروبي لرفع الحظر عن امواله.
تدخل الاتحاد الاوروبي الذي استجاب بسرعة قياسية لقرار الحكومة مرده رضاء الغرب عن مجموعة من الموالين في تونس التي تحولت الى مقاطعة غربية منذ انهيار نظام بن علي.
ولا يخفى على احد ما يقدمه صندوق النقد الدولي من قروض لتونس أغرقتها في الديون وأعادت الى الاذهان سيناريو عهد الحماية الفرنسية التي تمكنت من ضم البلاد الى مستعمراتها بعد ان أغرقتها بالديون وتطلب استرجاع السيادة والحصول على استقلال "جزئي" تضحيات جسام سقط على اثرها الالاف من الشهداء .
نفس السيناريو تعيشه تونس اليوم المرهونة للغرب مجددا لا يمكنها ان تتخذ قرارا قبل العودة الى اوروبا والقادة الغربيين وعلى رأسهم فرنسا التي سارعت في الفترة الاخيرة الى استقبال رئيس الحكومة يوسف الشاهد أحد البيادق الذين أبهروا الغرب بالولاء المنقطع النظير استقبالا باهرا وصل حد تغطية ارضية المطار بسجادة حمراء لمسافة طويلة .
رضاء فرنسا على الشاهد لا يأتي من الفراغ ، فالرجل بات مهما لديهم ، واستجاب لكل تطلعاتهم في تونس ، بما لا يدع مجالا للشك ان الانتخابات الرئاسية القادمة هي محسومة لصالحه من الدور الاول .
ومن البديهي ، ان يرافق توليه السلطة مجددا بشكل انتخابي ، تعديلا في الدستور يوسع من صلاحياته ويفوض له الحفاظ على مصالح الغرب الكاملة في تونس بدعم من حركة النهضة الحزب الذي يطرق ابوابه سرا وعلنا جميع السياسيين.
من هذا المنطلق ، بدت معالم الانتخابات القادمة تتضح وتأخذ بعد شكليا ، فالورقة محسومة ودخول البعض لغمار المنافسة اما عن جهل تام او طوعا لإثراء المشهد الانتخابي والايهام بجديتها ، في حين ان المرشح حسم فوزه منذ أشهر قليلة.
قد تطرأ على الانتخابات القادمة بعض الاخلالات المفاجئة ، مردها عزوف الملايين من التونسيين عنها لسبب بسيط، وهو ان الشعب لم يعد يبالي ، وأيقن ان خلاصه شبه معدوم.
*مقال رأي *
*س_م