ولئن تمكنت تونس ، ولو متأخرا في غلق البلاد منذ منتصف مارس الماضي والتقليل من حدة تفشي الفيروس ، فإن اعادة فتحها يوم 27 جوان القادم بشكل كامل، يعرضها لخطر الموجة الثانية رغم تطمينات وزير الصحة الذي ألغى هذا الاحتمال في تصريحات اعلامية، الا ان انتشار الفيروس من جديد أمام الحركة الجوية المفتوحة يبقى قائما خاصة بعد التفطن لرحلات جوية بين الدول تحمل العشرات المصابين بالفيروس.
ويمكن لشخص واحد مصاب بفيروس كورونا في مثل المناخ الحالي، ان ينقل العدوى لأكثر من 5 أشخاص، والعدوى تتسع لتبلغ أكثر من ألفي شخص خلال أسبوع واحد، واضعاف ذلك اذا كان الطقس باردا، ما يزيد في تعميق الازمة الصحية والاقتصادية بالبلاد.
عودة الحركة السياحية للبلاد تشكل خطرا كبيرا ، خاصة اذا غاب عنها العمل التنظيمي، حيث من الضروري ان تعمل السلطات على الكشف المبكر عن السياح قبل قدومهم الى تونس، وان لا تترك الباب مفتوحا بتعلة ان القطاع ينهار، وهو ما لوحظ مؤخرا، حيث يدفع بعض المسؤولين الى فتح البلاد بشكل كامل دون التقيد بإجراءات صارمة تحد من تفشي الفيروس خلال الصائفة.
كما ان البروتوكول الصحي الصادر عن وزارة السياحة ، لا يتضمن شروطا تجبر الجهات المنظمة للرحلات السياحية التثبت المسبق من الافراد الذين قد يحتمل اصابتهم بالفيروس، وقللت من فترة الحجر الصحي حال دخولهم الى تونس بأسبوع، وهي فترة علميا غير كافية لإكتشاف المصابين بالفيروس.
س. م