كشف المدير العام للسياسة النقدية السابق بالبنك المركزي التونسي محمد صالح سويلم ، في تصريح لجريدة الصباح التونسية في عددها الصادر بتاريخ اليوم، أن ارتفاع احتياطي العملة الصعبة الى 111 يوم توريد بتاريخ 10 من جانفي الجاري أي ما يعادل 19492 مليون دينار ، مرده انتعاشة في عدد من القطاعات على رأسها السياحة ، بالإضافة الى القروض الخارجية التي تحصلت عليها تونس مؤخرا، وهذه العوامل من شأنها أن تسمح للبنك المركزي في الفترة القادمة في التخفيض من نسبة الفائدة المديرية ، بما يفتح المجال لعودة الاستثمار تدريجيا.
وأضاف المدير العام للسياسة النقدية السابق بالبنك المركزي ، ان مؤشر ارتفاع احتياطي العملة الصعبة بمعدل 29 يوما عن السنة الماضية ، يؤكد الانتعاشة المسجلة في القطاع السياحي الذي سجل في الاونة الاخيرة ايرادات قياسية، بالإضافة الى التحسن الملحوظ للعملة الوطنية ، أمام العملات الأجنبية ، وذلك يعني إن الاقتصاد التونسي بدأ يستعيد انتعاشته تدريجيا ، مشيرا الى أنه في حال كانت العملة تشهد انزلاقا متواصلا فإن ذلك يعني أن محركات النمو هشة والاقتصاد في وضعية حرجة ، واحتياطي النقد سيتراجع .
وفسر الخبير المالي والاقتصادي محمد صالح سويلم ، أن العامل الاساسي، يكمن في تدفق القروض الخارجية وارتفاع الاحتياطي النقدي ، بالاضافة الى الإنتعاشة المسجلة في عدد من القطاعات الحيوية ، الا أن هذه الانتعاشة تظل مرفوقة بمؤشرات سلبية على نسبة النمو التي لن تراوح 1.2 بالمائة وتفاقم العجز التجاري الى 19.4 مليون دينار وارتفاع الدين العمومي والخارجي ، وفي المقابل هناك مؤشرات ايجابية على رأسها تحسن اعادة التمويل لدى البنوك، والتحسن الملحوظ للعملة الوطنية أمام الاورو والدولار الامريكي ، وارتفاع المخزون من الاحتياطي للعملة الاجنبية ، والذي ناهز 29 يوما زيادة عن السنة الماضية.
وشدد المدير العام للسياسة النقدية السابق بالبنك المركزي ، على أهمية تراجع نسبة التضخم والتي بلغت 6.7 بالمائة موفى 2019 مقابل 7.3 بالمائة في 2018، مشيرا الى أنه من غير المستبعد ان يتخذ البنك المركزي في الفترة القادمة خطوة نحو تخفيض نسبة الفائدة المديرية والبالغة 7.75 بالمائة ، ما يعني عودة القروض الى نسقها الطبيعي وارتفاع الاستثمارات بالبلاد.
وكان البنك المركزي قد أعلن في بلاغ نشره على موقعه الرسمي ارتفاع احتياطي العملة الصعبة الى 111 يوم توريد بتاريخ 10 من جانفي الجاري أي ما يعادل 19492 مليون دينار.
المصدر : جريدة الصباح التونسية